لماذا يفضل الأحفاد الجدة من جهة الأم؟ وما هو تأثيرها في حياتهم؟
يفضل الاحفاد جده الام وبينهما علاقة فريدة |
تُعد العلاقة بين الأحفاد والجدة علاقة فريدة تتميز بالمودة العميقة والحب غير المشروط. وعندما تكون الجدة من جهة الأم، تكتسب هذه العلاقة طابعًا خاصًا بفضل الرابط العاطفي القوي الذي يجمعها بالأحفاد. فالجدة ليست مجرد شخصية مسنّة تحمل ذكريات الماضي، بل هي أيضًا صديقة ومعلمة وملاذ للأحفاد. تتمتع الجدة بقدرة فريدة على تقديم الحب والحنان بطرق تختلف عن الأهل، حيث تمثل الجيل السابق للآباء وتملك خبرة حياتية تجعلها مرجعًا مهمًا للأحفاد. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب التي تجعل الجدة من جهة الأم محبوبة للغاية ودورها الحيوي في تشكيل حياة الأحفاد.
لماذا يفضل الأحفاد الجدة من جهة الأم؟
1. الرابط العاطفي القوي مع الأم
تعتبر الأم عادةً الرابط الأول للأحفاد بالعائلة، والجدة من جهة الأم تُعد امتدادًا طبيعيًا لهذا الرابط. يشعر الأحفاد بالقرب من الجدة كما يشعرون بالقرب من والدتهم، نظرًا للتشابه الكبير بينهما في التعبير عن الحب والاهتمام. تحمل الجدة ذكريات طفولة الأم، وتروي للأحفاد قصصًا عن أمهم في صغرها، مما يعزز العلاقة ويعمقها. هذه القصص تخلق رابطة عائلية قوية وتعزز الشعور بالدفء والانتماء.
2. مصدر للحب غير المشروط
الحب الذي تقدمه الجدة لا يتطلب شروطًا أو مطالب، فهي دائمًا ما تمنح الأحفاد عاطفة صادقة ودعمًا كاملاً. تتقبل الجدة الأحفاد بكل ما فيهم من إيجابيات وسلبيات، مما يمنحهم شعورًا بالأمان النفسي والراحة. هذا الحب غير المشروط يجعل الأحفاد يرون الجدة كمصدر للسعادة، حيث يشعرون بأنها تفهمهم دون أن تحكم عليهم، وهو ما قد يفتقدونه أحيانًا مع الأهل بسبب ضغوط التربية.
3. المرونة في التربية
تميل الجدة إلى التساهل في القواعد مقارنة بالآباء، مما يجعل الأحفاد يفضلون قضاء الوقت معها. فهي لا تركز على العقاب أو التوجيه الصارم، بل تقدم تجربة أكثر مرحًا وحرية. على سبيل المثال، قد تسمح الجدة بالألعاب لفترات طويلة أو تقديم الحلوى التي قد يمنعها الأهل، مما يجعل الأحفاد يشعرون بأنها شريكتهم في المغامرة والمرح.
4. القصص والحكايات المميزة
تحمل الجدة في جعبتها ثروة من القصص والحكايات التي تنقل تجارب الماضي وعادات الزمن القديم. يستمتع الأحفاد بسماع قصصها عن حياتها في الصغر، مغامراتها، وصعوبات الحياة التي واجهتها. هذه القصص ليست مجرد تسلية، بل تحمل دروسًا قيمة تعلم الأحفاد الصبر والقوة والتفاؤل، وتعزز خيالهم وتربطهم بجذورهم العائلية.
دور الجدة في حياة الأحفاد
1. الحب والاحتواء
تمثل الجدة مصدرًا رئيسيًا للحب غير المشروط والاحتواء النفسي. في عالم مليء بالضغوط، تشكل الجدة واحة من الراحة والأمان للأحفاد. تستمع إلى مشاكلهم دون إصدار أحكام وتقدم نصائحها بطريقة لطيفة ومريحة. هذا الاحتواء يساعد الأحفاد على مواجهة تحديات الحياة بثقة، ويعزز قدرتهم على التعامل مع المواقف الصعبة.
2. المعلم الأول في الحياة
الجدة ليست مجرد مصدر للحب، بل هي أيضًا معلمة تقدم للأحفاد دروسًا مهمة في الحياة. تعلمهم القيم الأخلاقية مثل الصدق والتعاون والاحترام، وتقدم نصائح عملية مستمدة من تجربتها الطويلة. من إعداد وصفات الطعام التقليدية إلى تعليم مهارات يدوية، تلعب الجدة دورًا كبيرًا في تشكيل مهارات الأحفاد الحياتية.
3. حلقة الوصل بين الأجيال
تلعب الجدة دورًا هامًا في تعزيز الترابط بين الأجيال المختلفة داخل العائلة. هي الجسر الذي يربط الأحفاد بالماضي العائلي، حيث تنقل لهم القيم والتقاليد والتراث الثقافي. هذا الربط بين الماضي والحاضر يجعل الأحفاد يشعرون بالانتماء العميق لعائلتهم ويفهمون أهمية الحفاظ على التراث العائلي.
4. الدعم في تربية الأحفاد
غالبًا ما تكون الجدة شريكة أساسية للأم في تربية الأحفاد، خاصة إذا كانت الأم تعمل أو تحتاج إلى مساعدة. يوفر وجود الجدة دعمًا عاطفيًا وعمليًا للأم، مما ينعكس إيجابًا على الأحفاد. تساعد الجدة في توفير الرعاية اليومية، مثل إعداد الطعام، والمساعدة في الدراسة، وتقديم المشورة للأحفاد في قراراتهم الصغيرة والكبيرة.
كيف يمكن للأم تعزيز العلاقة بين الجدة والأحفاد؟
1. توفير وقت كافٍ مع الجدة
لإقامة علاقة قوية بين الجدة والأحفاد، يجب على الأم أن تتيح لهم فرصًا منتظمة لقضاء الوقت مع الجدة. يمكن تحقيق ذلك من خلال:
- الزيارات العائلية المنتظمة: تنظيم زيارات أسبوعية أو شهرية لمنزل الجدة، مما يمنح الأحفاد فرصة للتواصل المباشر معها.
- التخطيط للأنشطة المشتركة: مثل الطهي معًا، مشاهدة الأفلام العائلية، أو القيام برحلات بسيطة إلى الحديقة.
- إشراك الجدة في المناسبات المهمة: مثل أعياد ميلاد الأحفاد أو حفلات التخرج، مما يعزز من شعورها بأهميتها في حياة الأسرة.
قضاء الوقت مع الجدة لا يعزز العلاقة فحسب، بل يخلق ذكريات سعيدة تدوم مدى الحياة.
2. تشجيع الأحفاد على استشارة الجدة
تمتلك الجدة خبرة وحكمة يمكن أن تكون مصدر إلهام وإرشاد للأحفاد. يمكن للأم تشجيعهم على:
- طلب نصيحة الجدة في المواقف الصعبة: مثل حل المشكلات الدراسية أو التعامل مع الأصدقاء.
- التحدث مع الجدة عن حياتها وتجاربها: مما يساعد الأحفاد على تعلم دروس قيمة ومعرفة المزيد عن تاريخ العائلة.
- طلب المساعدة في تعلم مهارات جديدة: مثل الطبخ، الحياكة، أو حتى تعلم ألعاب قديمة كانت الجدة تمارسها في شبابها.
هذا النوع من التفاعل يعزز الاحترام والثقة المتبادلة بين الجدة والأحفاد.
3. الاحتفاء بدور الجدة
من المهم أن يشعر الجميع بأهمية دور الجدة في العائلة. يمكن تحقيق ذلك من خلال:
- الاحتفال بيوم الجدة: تخصيص يوم لتكريم الجدة بمفاجأة مثل إعداد وجبة مفضلة لديها أو كتابة رسالة شكر من الأحفاد.
- التحدث بإيجابية عن الجدة أمام الأحفاد: الإشادة بدورها وأثرها الإيجابي على العائلة يعزز من احترام الأحفاد لها.
- إشراك الجدة في اتخاذ القرارات العائلية: مثل اختيار مكان العطلة أو تخطيط الأنشطة المشتركة، مما يجعلها تشعر بقيمتها ودورها في الأسرة.
4. تعزيز التواصل اليومي
إذا كانت الجدة تعيش بعيدًا، فمن المهم الحفاظ على التواصل اليومي أو الأسبوعي معها باستخدام الوسائل الحديثة. يمكن القيام بذلك من خلال:
- الاتصالات الهاتفية المنتظمة: حيث يتحدث الأحفاد مع الجدة عن يومهم وتجاربهم.
- استخدام مكالمات الفيديو: مما يتيح للجدة رؤية الأحفاد والتحدث معهم بشكل مباشر، مما يعوض عن بُعد المسافة.
- إرسال الصور والرسائل القصيرة: لمشاركة لحظات الأحفاد اليومية مع الجدة وجعلها تشعر بأنها جزء من حياتهم.
5. تشجيع الجدة على المشاركة في حياة الأحفاد اليومية
يمكن إشراك الجدة في الأنشطة المدرسية: مثل حفلات المدرسة أو الفعاليات الرياضية التي يشارك فيها الأحفاد. كما يمكن:
- دعوة الجدة للمشاركة في الأنشطة اليومية: كقراءة القصص قبل النوم، تعليم هواية جديدة، أو حتى مساعدة الأحفاد في أداء واجباتهم المنزلية.
- السماح للجدة بقضاء الوقت مع الأحفاد وحدها: مثل استضافتهم في منزلها ليوم أو اثنين، مما يمنحهم فرصة لتعزيز علاقتهم بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية.
6. تشجيع الأحفاد على صنع الهدايا للجدة
الهدايا المخصصة تعبر عن مشاعر الحب والاحترام. يمكن تشجيع الأحفاد على:
- صنع بطاقات تهنئة يدوية: مع كتابة عبارات تعبر عن حبهم للجدة.
- إعداد هدايا صغيرة: مثل رسوم أو أشغال يدوية تظهر تقديرهم.
- التفكير في هدايا تعكس اهتمامات الجدة: مثل نباتات للحديقة، كتب، أو أدوات للطبخ.
الهدايا البسيطة والمبتكرة تجعل الجدة تشعر بالتقدير والفرح.
7. بناء ذكريات عائلية مميزة
تجمع الذكريات العائلية الجميع، وتلعب الجدة دورًا محوريًا فيها. يمكن تحقيق ذلك من خلال:
- تخصيص عطلات عائلية تجمع الأجيال المختلفة: مثل زيارة أماكن تاريخية أو منتجعات سياحية.
- إنشاء ألبوم صور عائلي: يحتوي على صور الجدة مع الأحفاد، مما يرسخ ذكرياتهم المشتركة.
- التقاط فيديوهات عائلية: حيث يتحدث الأحفاد عن حبهم للجدة ويشاركون لحظات سعيدة معها.
8. إشراك الجدة في تعليم القيم العائلية
تعتبر الجدة أفضل من يمكنه نقل القيم والتقاليد العائلية للأحفاد. يمكن تعزيز هذا الدور من خلال:
- تشجيع الجدة على سرد قصص العائلة: التي تحمل دروسًا وقيمًا هامة.
- تعريف الأحفاد بتقاليد العائلة عبر الجدة: مثل الأكلات الشعبية أو الاحتفال بالمناسبات الخاصة.
- تشجيع الجدة على مشاركة حكمتها: من خلال جلسات حوار مفتوحة مع الأحفاد.
الخاتمة
تتطلب تعزيز العلاقة بين الجدة والأحفاد اهتمامًا من الأم وجهودًا مشتركة من جميع أفراد الأسرة. فالجدة ليست مجرد فرد في العائلة، بل تمثل مصدرًا للحب والحكمة والدعم العاطفي. من خلال اتباع الخطوات البسيطة المذكورة، يمكن للأم أن تضمن إقامة علاقة متينة بين الجدة والأحفاد، مما يعود بالفائدة على الجميع.